تعد السلوكيات العدوانية في المدرسة من أكثر التحديات التي تثير قلق الأهل والمعلمين. فعندما يُلاحظ أن الطفل يضرب، يصرخ، يهدد، أو يتنمر على زملائه، تظهر تساؤلات كثيرة: هل هذا طبيعي؟ ما السبب؟ وكيف يمكننا التدخل بطريقة فعالة دون أن نؤثر سلبًا على نفسيته؟

في هذا المقال، نستعرض أسباب العدوانية المدرسية لدى الأطفال، وأفضل الطرق التربوية للتعامل معها.

أولًا: ما هي العدوانية عند الأطفال في المدرسة؟

العدوانية هي سلوك متكرر يتسم بإلحاق الأذى الجسدي أو النفسي بالآخرين، ويظهر بأشكال مختلفة، منها:

  • الضرب أو الدفع
  • الشتائم والصراخ
  • التنمر أو التهديد
  • تخريب ممتلكات الآخرين

How to Deal with a Child’s Aggression at School

ثانيًا: ما أسباب هذا السلوك؟

1. مشكلات في البيئة الأسرية

الخلافات المستمرة بين الوالدين، أو استخدام العنف كوسيلة للتربية، قد ينعكس مباشرة على سلوك الطفل في المدرسة.

2. ضعف المهارات الاجتماعية

بعض الأطفال لا يعرفون كيف يعبّرون عن مشاعرهم أو يطلبون ما يريدون بطريقة مناسبة، فيلجؤون للسلوك العدواني.

3. الغيرة أو قلة الثقة بالنفس

قد يشعر الطفل بعدم التقدير أو المنافسة الزائدة، فيحاول فرض نفسه بالقوة.

4. التقليد أو التأثر بمحتوى عنيف

الأفلام أو الألعاب الإلكترونية العنيفة قد تلعب دورًا كبيرًا في ترسيخ هذا النوع من السلوك.

5. اضطرابات سلوكية أو نمائية

في بعض الحالات، تكون العدوانية أحد أعراض اضطرابات مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، أو اضطراب التحدي المعارض (ODD).

ثالثًا: كيف نتعامل مع الطفل العدواني في المدرسة؟

1. الهدوء وعدم التصعيد

الصراخ أو العقاب القاسي قد يزيد من السلوك العدواني. الأفضل أن يتم التعامل بهدوء مع السلوك، وليس مع الطفل كشخص.

2. التحدث مع الطفل لفهم السبب

اسأله بهدوء: “ماذا جعلك غاضبًا؟ لماذا ضربت؟” أحيانًا يكفي أن يشعر الطفل أن هناك من يفهمه.

3. تعليمه بدائل سلوكية

دربه على استخدام كلمات بديلة مثل: “أنا غاضب لأنك أخذت قلمي” بدلًا من الضرب، وعلّمه مهارات حل المشكلات.

4. تعزيز السلوك الإيجابي

مدحه عندما يتصرّف بلطف مع زملائه أو يطلب المساعدة بشكل جيد يعزز من تكرار تلك السلوكيات.

5. التعاون بين البيت والمدرسة

من الضروري أن يعمل الأهل والمعلمون معًا، بمشاركة المرشد الطلابي أو الأخصائي النفسي إذا لزم الأمر.

6. طلب تقييم مهني عند الحاجة

إذا استمر السلوك بشكل مفرط أو أثر على علاقاته وتحصيله، يفضل عرضه على مختص في السلوك أو الصحة النفسية للأطفال.

خاتمة

العدوانية لدى الطفل ليست بالضرورة مؤشرًا على “طفل سيء”، بل غالبًا ما تكون صرخة للمساعدة أو تعبيرًا عن احتياج لم يفهمه أحد. بالتفهم، الحوار، والتوجيه الصحيح، يمكن تحويل هذا السلوك إلى فرصة لبناء شخصية قوية ومتزنة.