يعد التنقل في المرافق العامة تجربة مليئة بالتحديات للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد وأسرهم. فالأماكن المزدحمة، الضوضاء العالية، والتغيرات غير المتوقعة قد تسبب لهم توترًا وإجهادًا حسيًا. ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه التجربة إيجابية ومفيدة عند اتخاذ الاستعدادات المناسبة. في هذا المقال، سنناقش أهم التحديات التي يواجهها الأطفال التوحديون في المرافق العامة، وكيف يمكن تهيئة البيئة لهم لتكون أكثر شمولية وراحة.

 التحديات التي يواجهها الطفل التوحدي في المرافق العامة

يواجه الأطفال المصابون بالتوحد تحديات عديدة عند زيارة المرافق العامة بسبب المحفزات الحسية الزائدة والتغيرات غير المتوقعة. قد تؤدي هذه العوامل إلى شعورهم بالقلق أو التوتر، مما يجعل من المهم تهيئة البيئة لتكون أكثر راحة وتفهمًا لاحتياجاتهم.

1- الحساسية الحسية المفرطة

• يعاني بعض الأطفال المصابين بالتوحد من حساسية مفرطة تجاه الأصوات، الأضواء الساطعة، أو الروائح القوية، مما يجعل الأماكن العامة مثل الأسواق والمطاعم صعبة عليهم.

2- صعوبة التكيف مع التغيرات

• يجد الطفل التوحدي صعوبة في التعامل مع التغيرات المفاجئة، مثل انتظار دوره في الطابور أو تغيير خطة اليوم، مما قد يؤدي إلى نوبات غضب أو قلق.

3- صعوبات في التواصل

• قد يواجه الطفل تحديات في التعبير عن احتياجاته أو فهم التوجيهات، خاصةً في البيئات غير المألوفة، مما يزيد من شعوره بالإحباط.

4- ردود فعل غير متوقعة من المجتمع

• قد يواجه الأهل ردود فعل غير متفهمة من الآخرين إذا أظهر الطفل سلوكًا غير مألوف، مثل التأرجح أو إصدار أصوات متكررة.

كيف يمكن تهيئة المرافق العامة لتكون صديقة للأطفال التوحديين؟

تهيئة المرافق العامة للأطفال التوحديين تتطلب توفير بيئة هادئة ومهيأة لتقليل التحديات الحسية والتواصلية. من خلال تخصيص مساحات هادئة، واستخدام إشارات مرئية واضحة، وتدريب الموظفين على التعامل بصبر وتفهم، يمكن جعل التجربة أكثر راحة لهم ولأسرهم.

1- تخصيص مساحات هادئة

• إنشاء مناطق هادئة في المطارات، المولات، والمستشفيات يمكن أن يساعد الأطفال الذين يحتاجون إلى الابتعاد عن المحفزات الزائدة.

2- توفير إشارات مرئية وتوضيحية

• استخدام لوحات إرشادية مصورة لتوضيح الأماكن والخطوات المطلوبة، مثل كيفية الدخول والخروج أو مكان الانتظار.

3- إعطاء الأولوية في الخدمات

• تخصيص ممرات سريعة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في الطوابير يمكن أن يقلل من التوتر لديهم.

4- تدريب الموظفين على التعامل مع الأطفال التوحديين

• توفير دورات تدريبية لموظفي المرافق العامة حول كيفية دعم الأطفال التوحديين والتعامل معهم بصبر وتفهم.

5- السماح باستخدام وسائل التهدئة

• السماح للأطفال بإحضار الألعاب الحسية أو سماعات تقليل الضوضاء يمكن أن يساعدهم في الشعور بالراحة.

كيف يمكن للأهل مساعدة الطفل على التأقلم في الأماكن العامة؟

يمكن للأهل مساعدة الطفل على التأقلم في الأماكن العامة من خلال التحضير المسبق للزيارة وتعريفه بالمكان، واستخدام أدوات التهدئة مثل السماعات أو الألعاب الحسية. كما يُفضل اختيار الأوقات الأقل ازدحامًا وتعليمه طرقًا بديلة للتواصل لتسهيل تجربته.

1- التحضير المسبق للزيارة

• يمكن استخدام الصور أو مقاطع الفيديو لتعريف الطفل بالمكان قبل زيارته، مما يقلل من قلقه.

2- توفير أدوات التهدئة

• مثل سماعات إلغاء الضوضاء، الألعاب الحسية، أو النظارات الشمسية لحماية الطفل من المحفزات الحسية الزائدة.

3- اختيار الأوقات المناسبة

• الذهاب إلى الأماكن العامة في الأوقات الأقل ازدحامًا يمكن أن يجعل التجربة أكثر راحة.

4- تعليم الطفل طرقًا بديلة للتواصل

• إذا كان الطفل يواجه صعوبة في التعبير عن احتياجاته، يمكن استخدام الصور أو التطبيقات المخصصة للتواصل.

5- نشر الوعي والتحدث مع الآخرين

• عند الحاجة، يمكن للأهل توضيح حالة الطفل للعاملين أو الأشخاص المحيطين، مما يساعد في خلق بيئة أكثر تفهمًا.

نحو بيئة أكثر شمولية وتقبلًا

خلق بيئة شاملة للأطفال التوحديين يساعدهم على الاندماج والاستمتاع بالمرافق العامة بثقة وراحة، من خلال التوعية والتعديلات البسيطة، يمكننا جعل المجتمع أكثر تفهّمًا ودعمًا لاحتياجاتهم، مما يعزز استقلاليتهم ويمنحهم فرصًا متساوية.